فقد الكالتشيو الايطالي الكثير من متابعيه بعد ان بات في المواسم الاخيرة يفتقر الى النجوم والاسماء الكبيرة والتي اصبح الدوري الانجليزي والاسباني محط انظارها ولم يعد لقب اعظم دوري في العالم هو لقب الدوري الايطالي كما كان في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي بل بات في حكم المؤكد ان يفقد الايطاليون مقعدهم الرابع في مسابقة دوري الابطال لصالح الدوري الالماني وذلك حسب تصنيف الاتحاد الاوروبي لكرة القدم في السنوات الخمس الاخيرة.
وساهم في تراجع اسهم الدوري الايطالي فضيحة الكالتشيوبولي التي حدثت عام 2006 واصابت اليوفي في مقتل وانزلته الى دوري الدرجة الثانية لتشوه صورة المسابقة الايطالية في عيون متابعيها ومحبيها وتدخل اندية اليوفي والميلان دوامة من تراجع المستوى والتخبط في النتائج ليستغل الانتر المستفيد الاكبر من نتائج الفضيحة الفرصة ويسيطر على لقب الدوري الايطالي لأربعة مواسم متتالية.
ولكن هذا الموسم وبشكل لم يتوقعه احد وأولهم الانتر حامل اللقب والمتصدر حتى المرحلة الثانية والثلاثين، ان يعود فريق العاصمة روما من بعيد ليخطف الصدارة ويكون المرشح لنيل لقب الكالتشيو للمرة الرابعة في تاريخه وبعد غياب لسبع مواسم متتالية.
لا احد يعرف ماذا حصل للذئاب لكي تعود قطيعا مرعبا يفتك بكل منافسيها وبعد ان كان ترتيب فريق العاصمة قد وصل الى المركز الرابع عشر في بدايات الدوري استطاع ان يكمل 24 جولة بدون هزيمة ليعتلي صدارة الكالتشيو وسط ذهول الجميع واولهم روزيلا سينسي رئيسة النادي والتي كانت تبحث عن طريقة لكي تبيع الارث الثقيل الذي تركه لها ابوها فرانكو سينسي منذ عامين لتترك عالم كرة القدم المتعب ولكنها بالتأكيد تراءت لها صورة ابيها مجددا عندما هزم روما غريمه لاتسيو في ديربي العاصمة معلنا اقتراب روما اكثر للتتويج.
رانييري كان احد الالغاز التي لم يستوعبها خصوم فريق روما والمدرب الذي عجز طوال تاريخه الكروي ان يحقق لقب دوري سواء في ايطاليا او انجلترا او اسبانيا ومع افضل الاسماء واقواها مثل اليوفي وتشيلسي وفالنسيا ظهر بشكل جديد ومتألق مع فريق العاصمة لينتشله في منتصف الموسم من دوامة الهبوط مع مدربه السابق سباليتي ليصعد بالفريق شيئا فشيئا ويقارع الكبار ويتفوق عليهم ليصبح في القمة.
وطالما كانت صورة رانييري في نظر الاعلام الكروي بانه صاحب الشخصية المهزوزة والقرارات المترددة في الفرق التي دربها سابقا ولكنه لم يدع مجالا للمجاملات هذه المرة وكانت الاولوية بالنسبة له للافضل ولم يعد فرانشيسكو توتي هو ملهم الانتصارات الوحيد للذئاب بل بتنا نشاهد كرة جماعية وفعالة ليفوز الفريق حتى في غياب قائده الخبير.
وبدل رانييري من اسلوب سباليتي السابق والذي كان يعتمد على اللعب بدون رأس حربة فاستعان بالهداف المخضرم لوكا توني والذي اوجد عمقا هجوميا واضحا وشكلا محددا لخطة الفريق والذي كان تائه المعالم مع سباليتي.
كذلك تميز روما بالروح الجماعية والحماسية التي تميز بها الجميع من اداريين وفنيين ولاعبين ومنهم اسطوره الفريق في الثمانينات برونو كونتي والذي فشل في قيادة الفريق كمدرب منذ مواسم قليلة ولكن هذا لم يمنعه من الوقوف خلف الفريق في كل المناسبات واعطائهم الدفعة المعنوية الكبيرة ليعودوا الى منصات التتويج.
لا شك بان الكثيرين باتوا يتمنون ان يحقق روما للقب السكوديتو ليس لشيء سوى ان هذا الانجاز سيعيد للمسابقة الايطالية العريقة اثارتها التي غابت في السنوات الاخيرة وصار لقب الدوري محجوزا للانتر سيد الاندية الايطالية في المواسم الاربعة الاخيرة.
وايضا سيكون جميلا ان يصبح لقب الكالتشيو الايطالي من نصيب فريق ايطالي !!
" نقلا عن صحيفة الرؤية الكويتية "