ما الذي يجعل كمان ستراديفاريوس الأفضل على الإطلاق؟
ستيف كونور- «اندبندنت»javascript:emoticonp('
')
Very Happy
حتى الآن لم يستطع أحد تفسير سبب عدم مضاهاة آلات كمان ستراديفاريوس التي يعود تاريخ صنعها إلى 300 عام من حيث التعبير الموسيقي.
اكتشفت إحدى الدراسات أن السر يكمن في كثافة اللوحين الخشبيين المستخدمين لصناعة بدن الكمان وليس في أي شيء آخر يتعلق بمحيط الآلة، طلاء الخشب، زاوية العنق، ملعب الأصابع أو الأوتار.
قارن العلماء خمس آلات كمان أثرية صنعها كلٌّ من أنطونيو ستراديفاري وجوزيبي غارنيري ديل جيزو مع سبع آلات حديثة عبر وضعها في آلة مسح طبية تقيس بدقة كثافة الصفيحتين الخشبيتين اللتين تشكلان وجه الكمان وظهره.
اكتشفوا أن كثافة مجموعتي الكمان كانت نفسها عموماً، وتمثل الاختلاف البارز في الكثافة المنتظمة في صفيحتي الآلات القديمة مقارنة مع الكثافة غير المتسقة في صفيحتي آلات الكمان الحديثة.
تُصنع صفيحة الكمان الأمامية، عادة، من خشب الراتينجية والصفيحة الخلفية من خشب القيقب. يعتقد العلماء أن الكثافة المتجانسة لآلات الكمان المصنوعة في كريمونا تمنحها حدة من حيث مميزات تضاؤل الصوت التي تساعد في انتاج نوتات موسيقية عالية.
أصبحت آلات الكمان الكلاسيكية التي صنعها أهم الصانعين في كريمونا رمزاً يُقارن به صوت آلات الكمان الأخرى كافة. مع ذلك، بحسب الإجماع العام، ما من صانع آلات منذ ذلك الوقت يمكنه تكرار جودة الصوت التي تمتاز بها آلات الكمان القديمة، على حد تعبير بيرند ستول في جامعة لايدن في هولندا.
يقول ستول: «تُحدد مميزات الاشعاع الصوتي والاهتزاز لآلة الكمان عبر هندسة الآلة وخصائص المادة الخشبية. تسمح طرق الاختبار الجديدة بتفحص إحدى خصائص المواد الأساسية، أي كثافة الخشب بمعدل حلقة النمو الحولية».
يستخدم التصوير المقطعي بالكمبيوتر عادة لدراسة كثافة النسيج في رئتي المريض عبر استعمال الأشعة السينية. تمكن الدكتور ستول، بالتعاون مع صانع الآلات المحترف تيري بورمان من فاييتفيل في أركنساس، من رسم صورة لاختلاف كثافة الكمان عبر استخدام التصوير المقطعي بالكمبيوتر الذي لم يشكل أي خطر على الآلات القيّمة.
يضيف ستول: «يصعب قياس كثافة الخشب بشكل مباشر كجزء معزول عن الآلة. يجب أن يوضع الكمان في وعاء مضاد للماء ويُغمر بالماء لتقدير حجمه وتُحتسب كثافته عبر قسمة وزنه على هذا الحجم».
الأهم من ذلك أن هذه المقاربة التقليدية لقياس كثافة الخشب غير قادرة على قياس الاختلافات في صفيحة واحدة، وهو ما يبدو أنه يشكل الفرق الذي يفسر جودة الآلات الأثرية.
يقول ستول، نُشرت دراسته في مجلة Public Library of Science الالكترونية، إن اختلافات الكثافة في الخشب ناتجة من نوع نمو الخشب. في المراحل الأولى من نموه في الربيع، يكون الخشب أقل كثافة مما يكون عليه في الصيف. يبدو أن الآلات الأثرية تتمتع بمزيج متوازن من مراحل النمو الأولى والأخيرة.
يتابع ستول: «المراحل الأولى من نمو الخشب مسؤولة عن نقل المياه وبالتالي يكون أكثر نفاذاً للماء وأقل كثافة من مراحل نمو الخشب الأخيرة، الأمر الذي يؤدي دوراً داعماً بنيوياً للقصيبات المتراصة (الخطوط الخشبية الداكنة والفاتحة)».
شهرة صانع الكمان
يعتبر أنطونيو ستراديفاري (1644-1737) وجوزيبي غارنيري ديل جيزو صانعيْ آلات الكمان الأكثر شهرة. بدأ ستراديفاري بصناعة الآلات الوترية عام 1680 وأسس ورشة عمله الخاصة في كريمونا، إيطاليا حيث عاش حتى وفاته عن عمر يناهز 93 عاماً وأنجب أحد عشر ولداً. صنع أكثر من 1100 آلة كمان وفيولونسيل وبعض آلات الكمان الأوسط وقيثارة واحدة، لم يبق منها سوى 650 آلة فحسب. نُقشت شعارات لاتينية على ابتكاراته وصُنعت آلاته الأكثر أهمية في الربع الأول من القرن الثامن عشر. لكن قبل ذلك بفترة طويلة، حقق شهرته بصناعة «كمان فيوتي» الذي عزف عليه جيوفاني باتيستا غيوتي في قصر تويلري في باريس عام 1782 ويقدر ثمنه راهناً بـ3.5 مليون جنيه استرليني. يقول توبي فابير، مؤلف سيرة ستراديفاري تحت عنوان Five Violins, One Cello and a Genius: «قبل فيوتي، كان ستراديفاري مجرد صانع كمان بين صانعين كثر. بعده، أراد الجميع العزف على كمان من صناعته». في السادس عشر من مايو (أيار) 2006، باع متجر كريستيز بالمزاد العلني كماناً من صناعة ستراديفاري يدعى The Hammer بمبلغ 3.54 ملايين دولار (1.75 مليون جنيه استرليني).